خاص

زيارة توماس باراك إلى بيروت: بين تفكيك سلاح الحزب وتماسك الدولة


توماس باراك في بيروت
مقال تحليلي / الشرق نيوز /نانسي اللقيس

في خضم التصعيد العسكري جنوب لبنان، وعلى وقع الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة، حطّ الموفد الأميركي توماس باراك في بيروت حاملاً ما يشبه «ورقة أخيرة» لترتيب الوضع اللبناني وفق أجندة تُرضي واشنطن، وتلتقي مع الأولويات الأمنية الإسرائيلية، في مقدمتها نزع سلاح حزب الله.

الولايات المتحدة تقترح… والسلاح محور التفاوض
يحمل باراك في جعبته خطة أميركية مكتملة الأركان تهدف إلى نزع سلاح حزب الله خلال فترة زمنية قصيرة، مقابل التزامات واضحة من الطرفين: انسحاب إسرائيلي من بعض المناطق الحدودية، تثبيت وقف إطلاق النار، وبدء عملية إصلاح اقتصادي شاملة تشمل دعمًا دوليًا مباشرًا للدولة اللبنانية.

ردّ بيروت: تماسك شكلي وخطاب مُلتبس
الرئاسة اللبنانية، بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة، أرسلت ردًا خطيًا إلى الجانب الأميركي وصفه باراك بـ”الجدّي”. الرد يربط نزع السلاح بانسحاب إسرائيل الكامل ووقف الغارات، وهو ما يُقرأ كمسعى لإرضاء الأميركيين دون إثارة غضب حزب الله.

حزب الله: لا تفريط بـ”ورقة الردع”
سارع الحزب إلى رفض الخطة، مؤكداً بلسان الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال قائمًا، معتبراً المبادرة الأميركية محاولة لإملاء شروط استسلام.

نبيه بري: بين الحليف والوسيط
الرئيس بري عبّر عن ارتياحه للّقاء مع باراك، مشدداً على أهمية التفاهم الداخلي والحرص على هواجس اللبنانيين، في محاولة لاحتواء التوتر دون كسره.

ما بين السطور: ملامح صفقة مؤجلة
الرسائل واضحة: لا استقرار مالي ولا دعم دولي بوجود سلاح خارج الدولة، والرد اللبناني لا يقل وضوحًا: لا نزع للسلاح دون مقابل سيادي. الصفقة المؤجلة تبدو ممكنة إذا ما توافرت ضمانات أمنية واقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *