مبارزة بين سلام و”الحزب” حول «رسالات»
  • أكتوبر 5, 2025

ما إن يخرج لبنان من أزمة حتى يجد نفسه في قلب أخرى، فلم تكد حكومة نواف سلام تلملم تداعيات قرارات سحب سلاح حزب الله وخطة الجيش وتبني الورقة الأميركية، حتى برزت حادثة «صخرة الروشة»، التي تعود إلى طاولة مجلس الوزراء غداً الاثنين ببندين على رأس جدول أعمال الاجتماع الحكومي: الأول، عرض وزير العدل لما أُنجز في التحقيقات لمحاسبة من خالفوا قرار الحكومة ومحافظ بيروت، عبر إضاءة الصخرة بصورة الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله في الذكرى الأولى لاغتياله على يد إسرائيل، ومتابعة مسار توقيف المتورطين. أما البند الثاني فيتعلق بسحب ترخيص جمعية «رسالات»، وهي الجهة التي تقدمت بطلب إقامة الفعالية. تصر الحكومة على اتخاذ قرار بسحب رخصة الجمعية بسبب مخالفاتها، وهذا يعني إن حصل صفعة جديدة لحزب الله ستكون لها انعكاسات سياسية على كل المرحلة المقبلة، خصوصاً أن رئيس الحكومة يريد القول للحزب إنه لم يعد بإمكانه القيام بما يريد من دون حسيب أو رقيب. استبق حزب الله القرار من خلال تصعيد مواقف مسؤوليه سياسياً، والإعلان عن رفض القرار، وسط اتصالات بدأها الحزب مع رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لأجل تفادي حصول صدام جديد، ومنع وقوع انقسام داخلي. وتشير مصادر متابعة إلى أنه يتم العمل على صيغة تسوية تقضي بتوجيه إنذار للجمعية وتغريمها على مخالفتها، إلا أن سلام، الذي حاز دعم من رؤساء الحكومات السابقين، يصر على سحب الترخيص، بينما المصادر القريبة من حزب الله تفيد بأنه في حال تم اتخاذ القرار فإن الحزب سيعمل على تنظيم كل مناسباته وفعالياته باسم «رسالات» في تحدّ جديد للدولة. في المقابل، يقول مصدر مسؤول لـ «الجريدة»، إن سحب الترخيص يعني إغلاق مكاتب الجمعية ومنعها من إقامة أي تحرك وفي حال أصرت على المخالفة فعندها يفترض بالقوى الأمنية أن تتحرك لمنعها.   ودعا النائب عن حزب الله علي المقداد، أمس، الحكومة إلى سحب البند المتعلق بترخيص جمعية «رسالات»، معتبراً انه «إذا تجرأت هذه الحكومة أن تأخذ قراراً بإقفال أو سحب ترخيص الجمعية، فسيكون لنا كلام آخر في السّياسة». ورغم أن الحزب ممثل في الحكومة، رأى المقداد أن «بعض من يتولون المسؤولية في هذه الدولة يتحركون بحسب ما تطلب منهم وتملي عليهم ​أميركا​ وغيرها، غير عابئين بالتداعيات التي يمكن أن تترتب على تنفيذ الإملاءات الأجنبية، أو ما يمكن أن تسفر عنها من فتن وزعزعة للاستقرار والسلم الأهلي». وفي موضوع إصدار وزير العدل قراراً بعدم التعامل مع الأشخاص الموضوعين على لائحة العقوبات الأميركية، سأل المقداد: «هل وزير العدل هو وزير في الحكومة اللبنانية ام أن مهمته التماهي مع الإجراءات السياسية الأميركية؟ فكيف يمكنه أن يمنع كتاب العدل من إجراء أي معاملات رسمية أو عقود في دوائرهم للمواطنين اللبنانيين الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة العقوبات؟ وأين يمكننا أن نجد في العالم مثل هذا الانصياع الهزيل إلى قرارات الإدارة الأميركية الظالمة؟». وأمس سطّر النّائب العام التمييزي القاضي ​جمال الحجار​، بلاغ بحث وتحرّ بحقّ مراسل قناة «المنار» علي برو، بسبب رفضه المثول للتحقيق، في قضيّة إضاءة ​صخرة الروشة​ والإساءة لرئيس الحكومة، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» التي أوضحت أنّ «وكيل برّو حضر إلى فصيلة الرّوشة قبل ظهر أمس، وأعلن للمرّة الثّانية أنّ موكّله صحافي ولا يَمثل أمام الضّابطة العدليّة، فتقرّر تسطير البلاغ بحقّه». من ناحيته، قال أمين عام حزب الله نعيم قاسم، إن واشنطن سعت إلى فتنة بين الجيش والحزب «بذريعة حصر السلاح»، داعيا الحكومة إلى أن «تهتم بالقضايا المركزية والاساسية». وشدد على أن «اتفاق الطائف ليس مطية لموازين القوى»، مجدداً رفض الحزب تعديل قانون الانتخاب للسماح للمغتربين بانتخاب كل نواب البرلمان، ووصف الخطة الأميركية بشأن غزة بأنها «مليئة بالأخطار، وطرحها هدفه تبرئة إسرائيل أمام موجة الإدانات العالمية». أما البند الثالث، على طاولة مجلس الوزراء فهو مناقشة تقرير الجيش اللبناني بعد مرور شهر على إقرار الحكومة لخطة الجيش في ملف حصر السلاح بيد الدولة، وبحسب المعلومات فإن الجيش سيوضح في تقريره كل ما قام به من عمليات سحب للسلاح في جنوب نهر الليطاني، إضافة إلى مداهمة بعض المواقع في شمال النهر وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وسيعرض أنواع الأسلحة التي صادرها، كما أنه سيضع رؤية للمرحلة المقبلة حول كيفية التحرك مع الإشارة إلى وجوب انسحاب إسرائيل من الجنوب كي يتمكن الجيش من بسط سلطته كاملة على الأراضي اللبنانية. كذلك سيعرض الجيش لنشاطه على الحدود مع سورية وضبطها ومنع التهريب ومكافحة المخدرات. ستأخذ الحكومة علماً بالتقرير وتطلب من الجيش مواصلة عمله على أن يعود إليها بعد شهر أيضاً، فيما يفترض أن يعقد اجتماع جديدة للجنة مراقبة وقف إطلاق النار في 15 الجاري بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستلتقي خلال زيارتها بالمسؤولين اللبنانيين، لمناقشتهم بما تحقق حتى الآن وبما يجب تحقيقه للمستقبل، بعد أن أقرت الإدارة الأميركية مساعدات للقوى الأمنية اللبنانية تصل الى 230 مليون دولار، وحديث عن احتمال أن تلجأ إسرائيل إلى التصعيد في حال توقف حرب غزة. وفي تطور أمني منفصل، أعلنت ​قيادة الجيش اللبناني أمس، أن «أحد مراكز الجيش في منطقة ​الشراونة​ – بعلبك تعرّض لإطلاق قذيفة صاروخيّة نوع «آر بي جي»، كما تعرّضت مراكز أخرى لرشقات ناريّة من مسلّحين، دون وقوع إصابات بين العسكريّين الّذين ردّوا على مصادر النّيران»، مشيرةً إلى أنّه «تجري ملاحقة مطلقي النّار لتوقيفهم». مبارزة بين سلام و”الحزب” حول «رسالات» .

Read more

Continue reading
فضل شاكر يسلم نفسه للجيش في مخيم عين الحلوة… “الحزب” يعلن العصيان على حصرية السـلاح
  • أكتوبر 5, 2025

استبق “حزب الله” أمس جلسة مجلس الوزراء المقررة غدًا الإثنين، في قصر بعبدا، حيث سيجري البحث في التقرير الشهري الأول لقيادة الجيش حول تطبيق قرار الحكومة حصرية السلاح، بتصعيد، شمل أيضًا استحقاق الانتخابات النيابية والإجراءات الرسمية في شأن مخالفة القانون في احتفالية الروشة. وتزامن هذا التصعيد مع حملة “الحزب” على اتفاق غزة الذي سيشهد اليوم تطورًا جديدًا يتمثل بالمباحثات غير المباشرة التي ستعقدها “حماس” و”إسرائيل” في القاهرة يومي الأحد والإثنين بهدف “تهيئة الظروف” لتبادل الرهائن في غزة والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، أمس السبت. هدف ثنائي “الحزب” و”أمل” تطيير الانتحابات وقرأت أوساط سياسية بارزة عبر “نداء الوطن” المشهد عشية جلسة الحكومة غدًا، بالقول إن الهدف الرئيسي لـ”حزب الله” وحليفته حركة “أمل” حاليًا هو تطيير حق المغتربين في الاقتراع. أمّا بالنسبة لتطورات غزة، فتوقعت الأوساط بناء على رد “حماس” الإيجابي على الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تتفرغ إسرائيل لهدف آخر وهو “حزب الله” في لبنان. قاسم واحصاءاته للتمسك بالسلاح بالتوزاي، أتت حملة تصعيد “الحزب” على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي ألقى أمس كلمة في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشيخ نبيل قاووق والقائد في “الحزب” سهيل الحسيني. وقال قاسم: “لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي والتوغل القائم والإجرام الممتد والمدعوم أميركيًّا، من قال إنهم يقدرون أن يحققوا المطلوب؟ لا يقدروا.” أضاف: “عندما عملوا استفتاء حول موضوع السلاح: هل توافق على نزع السلاح أم لا؟ ظهر أن حوالي 95%، وحتى يمكن 96%، لا يقبلون من الشيعة بنزع السلاح. طبعًا بشكل عام تبيّن أن هناك 58 إلى 60% في لبنان لا يقبلون نزع السلاح، حسب إحصاءات مركز الاستشاري أو الدولية للمعلومات”. وتابع:” أرادوا أن تكون هناك فتنة مع الجيش اللبناني، أي أن يقاتل الجيش اللبناني المقاومة وأهل المقاومة وشعب المقاومة تحت شعار حصرية السلاح، لكن تصرف الجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني بحكمة”. ودعا الحكومة الى “أن تهتم بالقضايا المركزية. يجب أن تعرفوا أن الطائف ليس وجهة نظر، الطائف اتفاق وليس مطية لموازين القوى، الطائف يفترض أنه تحول إلى دستور، وقسم منه بعد ما نُفّذ، يجب أن يُنفّذ “. وحض الحكومة على إعادة الإعمار وقال: “أنا أخاطب الحكومة الآن: من دون إعمار يصعب أن تنطلق عجلة البلد نحو النهوض والاستقرار”. وعن قانون الانتخاب قال: “عندما تأتي وتقول إن المغتربين يريدون أن يصوتوا لـ 128، ونحن لا نستطيع أن نعمل كـ”حزب الله” وحركة “أمل” وقوى أخرى، حركة انتخابية في كثير من الدول الأوروبية والعربية وأيضًا في أميركا، في الوقت الذي أنتم لديكم كل الحرية أن تعملوا حركة انتخابية. يوجد قانون يقول بإعطاء ستة مقاعد للمغتربين، ما مشكلة، صحيح نحن غير قادرين أن نتحرك لكن ستة مقاعد محمولة، أما 128 فكيف نستطيع أن نعمل على هذا الأساس”؟ وتطرق قاسم الى اتفاق غزة فقال انها “خطة إسرائيلية بلبوس أميركي… وأنا لن أتدخل في نقاش التفاصيل، بالنهاية، المقاومة الفلسطينية (حماس وكل الفصائل) هم يناقشون وهم يقررون ما يرونه مناسبًا”. فضل الله عن قرار حلّ “رسالات”: “فليغلوه وليشربوا مياتو” بدوره استبق النائب في كتلة “حزب الله” حسن فضل الله جلسة الحكومة غدًا، حيث مدرج على جدول أعمالها طلب وزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجّار حلّ جمعيّة “الجمعيّة اللبنانيّة للفنون – رسالات” وسحب العلم والخبر منها على خلفية احتفالية الروشة، فقال حتى لو اتخذوا القرار “فليغلوه وليشربوا مياتو”. فضل شاكر يسلّم نفسه للجيش اللبناني من جهة ثانية، سلمّ الفنان فضل شاكر نفسه أمس للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة. وتولت المهمة قوة من استخبارات الجيش اللبناني بعد موافقة شاكر على تسليم نفسه للسلطات اللبنانية. وفي المعلومات الأولية أن الفنان شاكر أرسل رسالة الى الجيش اللبناني تفيد بأنه يريد تسليم نفسه،  فجرى إرسال دورية من المخابرات وجرى تسليم نفسه عند حسبة صيدا المدخل الغربي لمخيم عين الحلوة. وكان الفنان شاكر لجأ الى مخيم عين الحلوة منذ سنوات في أعقاب معركة عبرا بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ أحمد الأسير. مداهمات وتوقيفات للجيش في بعلبك أمنيًا أيضًا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: “إلحاقًا للبيان السابق المتعلق بإطلاق نار باتجاه مراكز الجيش في منطقة الشراونة – بعلبك، نفّذت وحدات من الجيش عمليات تطويق للمنطقة ودهم لمنازل مطلقي النار وأوقفت عددًا منهم وتجري المتابعة لتوقيف بقية المتورطين”. وأفيد بمقتل المطلوب “ع.ع” الصادر بحقه عدة مذكرات توقيف خلال المداهمات. كما أفيد بمقتل المطلوب بدري زعيتر، الملقّب بـ”السائق”، بالإضافة إلى اثنين من مرافقيه السوريين، خلال عملية دهم التي نفّذها الجيش في الشراونة. فضل شاكر يسلم نفسه للجيش في مخيم عين الحلوة… “الحزب” يعلن العصيان على حصرية السـلاح .

Read more

Continue reading
لبنان يرصد انعكاسات النهاية المفترضة لحرب غزة… ونعيم قاسم يزايد
  • أكتوبر 5, 2025

وما تجدر الإشارة اليه في هذا السياق ان مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أفادت بان الموضوع اللبناني لم يأخذ حيزا طويلا في المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.  مع ان فائض الأولويات الملحة والعاجلة في لبنان يغنيه عن أي انتظارات إقليمية جديدة بدا واضحا في الساعات الأربع والعشرين الماضية ان ثمة عامل ترقب جديد دخل على اجندة اللبنانيين وتمثل في ترقب ورصد ما ستؤول اليه حرب غزة وما إذا كانت فعلا دخلت مرحلة نهايتها بعد موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والانعكاسات المحتملة لهذا التطور على لبنان .ويبدو من معالم الترقب الأولي ان واقعا إيجابيا يلوح في افق هذا التطور بما يدفع للتفاؤل بانعكاسات إيجابية على المنطقة ولبنان . وتتخذ حالة الترقب هذه دلالات مهمة لكونها تتزامن مع عودة أولوية تنفيذ خطة الجيش اللبناني لتنفيذ قرار حصرية السلاح والتي ستقدم قيادة الجيش تقريرها الشهري الأول في شأنها إلى مجلس الوزراء عصر الاثنين المقبل وهو تقرير سيكون بمثابة الخط البياني الذي يظهر ما انجز وما الذي لا يزال امام الجيش لانجازه في جنوب الليطاني ومن بعده المناطق الأخرى . ويعول لبنان الرسمي على هذا التقرير لإظهار صدقية مجلس الوزراء في التزام تنفيذ قرار حصرية السلاح امام المجتمع الدولي كما لإظهار الجدية التي تحكم تنفيذ خطة الجيش . وما تجدر الإشارة اليه في هذا السياق ان مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أفادت بان الموضوع اللبناني لم يأخذ حيزا طويلا في المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في العلا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن  . لكن مصدرا ديبلوماسيا فرنسيا أبلغ إلى “النهار ” ان  الوزير الفرنسي لمس موقفا سعوديا اكثر انفتاحا على لبنان  خصوصا ان الجانب السعودي يرى ان هناك مؤشرات من القيادات اللبنانية للتقدم على ما ينبغي ان تقوم به خصوصا بما يتعلق بنزع سلاح “حزب الله” وايضا على صعيد الاصلاحات الاقتصادية . وقد شعر الجانب الفرنسي ان هناك تقدما ملموسا على صعيد العلاقة السعودية اللبنانية لكن لم يطرح موضوع مؤتمر دعم الجيش اللبناني بشكل مفصل . وفي غضون ذلك أبرزت كلمة الأمين العام ل”حزب الله ” الشيخ نعيم قاسم امس من خلال مقاربته لخطة ترامب لانهاء حرب غزة وموافقة حماس عليها مزايدة مكشوفة على حماس نفسها بما يكشف عمليا ان ايران ، التي لا بد ان يكون قاسم وحزب الله يرجعان صداها ، بعيدة تماما عن أي صفقة او تسوية في صدد غزة . ذلك ان قاسم أن وصف الخطة التي طرحها ترامب غداة موافقة حماس عليها بانه « في الواقع خطة تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها حكومة إسرائيل لإنهاء الحرب»، قائلا بأنها «خطة إسرائيلية بلبوس أميركي أو بعرض أميركي» . وفي الشأن الداخلي لم يكن لدى قاسم سوى ترداد لحملات مملة على الحكومة فقال أن على الحكومة أن تُعنى بالقضايا المركزية المتمثلة باستعادة السيادة، مؤكِّداً أن “الطائف ليس وجهة نظر بل اتفاق، وليس مطيةً لموازين القوى. وتساءل عن إجراءات الحكومة في ملف استعادة السيادة، مشدِّداً على أن رأس استعادة السيادة هو طرد إسرائيل من لبنان وإيقاف العدوان. ودعا إلى ضرورة التواصل مع الدول الكبرى وممارسة الضغوط، والتحرك أكثر وتقديم مطالبات إلى مجلس الأمن، وعدم ترك أي مجال إلا وأن تُطرح فيه قضية السيادة. واستنكر عدم إدراج الموضوع الإسرائيلي في كل جلسة حكومية، تحت شعار أن من الممكن في كل اجتماع حكومي أن يُدرج الملف الإسرائيلي على جدول الأعمال، وأن تُنتقد السياسات المتعلقة به وتُرفع المقترحات المناسبة. وتناول قاسم ملف قانون الانتخاب في معرض رفض حزبه لتعديل القانون فاعتبر انه لا يمكن أن نعمل على قانون انتخاب على مقاس معيّن فإذا كنا شركاء علينا وفق مقدمة الدستور العمل على المساواة من دون تمايز أو تفضيل وأين هي المساواة في ما تطلبونه بخصوص مقاعد المغتربين؟ وأضاف : هناك قانون انتخابات موجود يقول أن هناك 6 ‫نواب للمغتربين وهذا محمول ونحن مع التمثيل العادل وإذا طالب غيرنا ‫بالتمثيل حسب ضغوط الوصاية فلن يمضي لمخالفته المواطنة الصحيحة” . ‬‬ وامس تواصل تقاطر الوفود المؤيدة لرئيس الحكومة نواف سلام  الى دارته، وتحدث امامهم عن اتفاق الطائف والتمسك بتطبيقه بحرفيته، واكد التزام الحكومة بخطة تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية كما نص اتفاق الطائف. في غضون ذلك قلّد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس مجموعة تاسك فورس فور لبيانون السفير  إدوار غبريال وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، “تقديرًا لعطاءاته وجهوده المستمرة مع “تاسك فورس فور ليبانون” في دعم لبنان ومؤسساته، لا سيما الجيش والقوى الأمنية”. كما التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب السفير إدوار غبريال الذي أوضح “تبادلنا وجهات النظر في شأن نزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى، كما ناقشنا أهمية أجندة الإصلاح، وتوقفنا خصوصاً عند الإشارة البالغة الأهمية التي وجهتها الولايات المتحدة من خلال تقديم تمويل ضخم للجيش اللبناني، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بأن هذه القوّة العسكرية تقوم بواجبها، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها”. ولفت غبريال إلى أن “الجيش اللبناني أمامه اليوم تحدٍّ أساسي يتمثل في استكمال عملية النزع الكلي للسلاح جنوب نهر الليطاني، ومن ثم في سائر المناطق اللبنانية”. وشدّد على أن “الانخراط المرتقب مع صندوق النقد الدولي سيكون محطة مفصلية، لما له من أهمية في التوفيق بين توقعات الصندوق والأولويات الوطنية اللبنانية المحلية”. ليس بعيداً، اعتبر وزير العدل عادل نصار أن ” أن “حصر السلاح مطلب داخلي لبناء الدولة، وهذا المطلب مشمول في خطاب القسم والبيان الوزاري وهو شرط لبناء الدولة، وعرقلة حصر السلاح تعني عرقلة بناء الدولة اللبنانية، والجيش اللبناني يقوم بعمل جبار، وعملية حصر السلاح تحصل بعيدًا عن الإعلام، وستُستكمل بناءً على خطة الجيش ولا أحد يحق له تصوير بناء الدولة على أنّه مشروع مواجهة ضد أي طرف في لبنان، فبناء الدولة مشروع ضامن لكل المجتمع اللبناني ومن مصلحتنا أن يتم حصر السلاح بيد الدولة فورًا؛ وهو مطلب يصبّ في المصلحة الوطنية وليس فئويًا”. لبنان يرصد انعكاسات النهاية المفترضة لحرب غزة… ونعيم قاسم يزايد .

Read more

Continue reading
لهذه الأسباب… الضربة الإسرائيلية – الأميركية القادمة قد تستهدف إسقاط النظام الإيراني

الصمت الأميركي لا يُقرأ كإهمال، بل كمؤشر على خطة أعمق تسير وفق توقيت محدّد. فواشنطن اعتادت أن تتحرك ضمن استراتيجيات بعيدة المدى منذ الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو، ومع توقّف الضربات الإسرائيلية – الأميركية على إيران، بدأت طهران تتصرّف وكأنها أمام نافذة جديدة للتفاوض. تصريحات شبه يومية صدرت عن المرشد علي خامنئي، وعن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فضلًا عن شخصيات سياسية بارزة، كلها تدور حول شروط وضمانات تحتاجها إيران للعودة إلى الطاولة. غير أنّ المشهد بدا وكأن طهران تتحدث مع نفسها. فالطرف المقابل – الولايات المتحدة – لم يُبد أي اهتمام علني، ولم يصدر عن أي مسؤول أميركي ما يوحي بوجود مفاوضات أو حتى نية لمحادثات، وكأن الأمر لا يعنيهم. هذا الصمت الأميركي لا يُقرأ كإهمال، بل كمؤشر على خطة أعمق تسير وفق توقيت محدّد. فواشنطن اعتادت أن تتحرك ضمن استراتيجيات بعيدة المدى، وغالبًا ما تترك خصومها يغرقون في حساباتهم الداخلية، بينما هي تدير المسار من خلف الستار. وعليه، يمكن القول إن الحرب لم تنتهِ، بل انتقلت إلى مرحلة مختلفة. هنا يطرح السؤال نفسه: ماذا تريد أميركا من إيران؟ الإجابة تصبح أوضح إذا تذكّرنا أنّ طهران، ولأول مرة في تاريخها، قدّمت عرضاً غير مسبوق لرئيس أميركي: فتح الأسواق الإيرانية أمام الشركات الأميركية بصفقة تُقدّر بتريليون دولار. رقم خيالي لم يحلم به أي رئيس في البيت الأبيض. ومع ذلك، لم تمر 24 ساعة حتى كانت إسرائيل، بمشاركة أميركية مباشرة، تُنفذ ضربات على الأراضي الإيرانية. هذا وحده يكشف أنّ واشنطن لا تريد “بيضة الذهب”، بل تطمح إلى السيطرة على “الوزة” كاملة. المشكلة بالنسبة لواشنطن ليست فقط في إيران كدولة متمرّدة أو كخصم إقليمي مزعج، بل في موقعها ضمن الاستراتيجية الصينية العالمية. فإيران تمثل جسرًا حيويًا في مشروع بكين الضخم المعروف بـ”الحزام والطريق”. ومنذ عام 2016، وضعت طهران وبكين أسس “اتفاق الـ25 عاماً للشراكة الشاملة”، وهو اتفاق خصصت الصين بموجبه نحو 400 مليار دولار لاستثمارات في الصناعات النفطية والغازية والبتروكيماوية، إضافة إلى تطوير شبكة النقل البرّي. لكن الأهم ليس الاقتصاد الداخلي فقط. الصين تعمل على تمكين إيران لتصبح عقدة استراتيجية في النقل البحري والجوي والاستخباري. ففي مرفأ “جاسك” المطل على مضيق هرمز، تعمل بكين على توسعة المنشآت بحيث تتحول من مجرد مرفأ صيد متواضع إلى نقطة تحكّم بالملاحة في أحد أهم الممرات البحرية في العالم. السيطرة على “جاسك” لا تعني فقط نفوذًا اقتصاديًا، بل تمركزًا عسكريًا قد يسمح للسفن الحربية الصينية بالتحكم بحركة الدخول والخروج من المضيق. أما مرفأ “شاباهار” المطل على المحيط الهندي، فيُخطط له أن يصبح مركزًا متكاملًا للنقل والتجارة والاستخبارات. توسعة المطار هناك ستضيف قدرات جوية إلى القدرات الملاحية، فيما يجري الحديث عن إنشاء قاعدة للتجسس الإلكتروني قادرة على اعتراض إشارات في نطاق يصل إلى ثلاثة آلاف ميل، أي في قلب المجال الحيوي لقيادة “السنتكوم” الأميركية في قطر. هذه مشاريع لا يمكن لواشنطن أن تتجاهلها، لأنها تمس مباشرة بأمنها القومي ونفوذها في الخليج. هكذا يتضح أن إشكالية أميركا مع إيران أعمق من البرنامج النووي أو النفوذ الإقليمي. المسألة الحقيقية أن إيران، إذا تُركت دون احتواء، ستصبح جزءًا من العمود الفقري للاستراتيجية الصينية في آسيا والشرق الأوسط. قبول العرض الإيراني بفتح الأسواق الأميركية يعني عمليًا تسليم إيران للصين، وهو أمر ترى فيه واشنطن استسلامًا استراتيجيًا لمنافستها الأولى. من هنا يمكن قراءة الموقف الأميركي: لا تفاوض جدّيا، ولا استعداد لقبول تسويات جزئية. الهدف النهائي أصبح أبعد: إسقاط النظام الإيراني نفسه، لا مجرد تعديل سلوكه. الضربات الإسرائيلية – الأميركية السابقة لم تكن سوى مقدمة، اختبار لقدرات إيران الدفاعية، ورسالة تحذير من أن الحرب القادمة لن تكون على غرار حرب الاستنزاف، بل ستكون معركة وجودية. هذا التصعيد لا ينفصل عن الحسابات الكبرى بين واشنطن وبكين. فالصراع على المستقبل الاقتصادي العالمي يتمحور حول من يسيطر على الممرات، والمصادر، والطاقة، والبنى التحتية. وإيران، بموقعها الجغرافي وجيولوجيتها الغنية، تمثل حجرًا أساسيًا في هذا الصراع. بالنسبة لواشنطن، السماح لطهران بالاستمرار في شراكتها مع الصين يعني القبول إن إيران تُصبح “وزيراً” متقدّماً على رقعة الشطرنج العالمية لصالح بكين. لذلك، الخيار الوحيد هو إخراج هذا الوزير من اللعبة، أي إسقاط النظام. لهذه الأسباب… الضربة الإسرائيلية – الأميركية القادمة قد تستهدف إسقاط النظام الإيراني .

Read more

Continue reading
عبد المسيح: هكذا نُطوّق برّي… ويُحضَّر لـ”شيءٍ كبير”

لم يعد الحديث عن تأجيل الانتخابات النيابيّة يحصل في الهمس، بل بدأت تكرّ سبحة الأصوات النيابيّة التي تتحدّث عن حتميّة تأجيل الاستحقاق الانتخابي خصوصاً في ظلّ اشتداد الكباش السياسي الحاصل في مجلس النواب وإصرار رئيس مجلس النواب نبيه برّي على تجاهل مطلب 68 نائباً. يُشير النائب أديب عبد المسيح الى أنّه طلب من مناصريه خارج لبنان “عدم التسجيل على المنصة إن كانوا سيقترعون لـ6 نواب فقط، لأنّه لا يمكنهم سحب تسجيلهم بعدها، ومن الأفضل أن ينتخبوا في لبنان إذا حصلت الانتخابات خصوصاً وأنّنا لمسنا أنّ الناخب المغترب يرفض انتخاب 6 نواب فقط وهو متخوّف جدّاً مما يحصل ومن قمع صوته الحرّ”، مشدّداً، في مقابلة مع موقع mtv، على أنه “يبدو أنه من مصلحة الجميع تأجيل الانتخابات، وهناك رياحٌ تعطيليّة عاتية ويد خفيّة تحضّر لشيء كبير في هذا البلد، وقد نذهب باتجاه إشكال كبير”. وإذ يعتبر عبد المسيح أنّه “صحيح أن التعطيل يحصل من قبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي لأنه ليس من مصلحة الثنائي الشيعي حصول انتخابات في هذا التوقيت”، يؤكّد أنّ “الحكومة شريكة في هذا التعطيل و”مكربجة” أيضاً، وهذا ما يُقلقني، وهناك تقاطعٌ في هذا الإطار، وأتوقّع حصول تمديد للمجلس النيابي الحالي أقلّه لمدّة سنة واحدة”، لافتاً الى أنّ “الحلّ للخروج من المأزق الحالي وضمان حصول انتخابات هو تطويق ما يفعله الرئيس برّي، عبر إرسال الحكومة، التي كنّا نعتبرها موالية لنا، مشروع قانون للمجلس النيابي الحالي لتعديل قانون الانتخاب، وبذلك نكون قد طوّقناه من قِبل الحكومة والمجلس النيابي معاً، فنحن قُمنا بعملنا في البرلمان وعلى الحكومة أن تقوم بدورها”. ويُضيف عبد المسيح “بالإضافة الى خطوة الحكومة المطلوبة، يُمكن لرئيس الجمهورية جوزاف عون إرسال رسالة الى مجلس النواب يطلب رأيه فيها حول الانتخابات وتفسيراً في هذا الإطار”، خاتماً بالقول: “يبدو أنّنا نعود أدراجنا الى زمن الهيمنة، وبين انتخابات نيابيّة نعود فيها سنوات الى الوراء وبين تأجيل الانتخابات والتمديد للمجلس النيابي، أنا مع الخيار الثاني”. عبد المسيح: هكذا نُطوّق برّي… ويُحضَّر لـ”شيءٍ كبير” .

Read more

Continue reading