خاص

“سلاح حزب الله: ورقة إيرانية في مفاوضات إقليمية بلا تغييرات جذرية”

في 20 أبريل 2025، يشهد لبنان والمنطقة تطورات دبلوماسية على خلفية المفاوضات الأمريكية-الإيرانية والسعودية-الإيرانية، لكن الملف اللبناني يبقى مشحونًا بالتحديات الداخلية والخارجية، وخاصة ملف سلاح حزب الله.

1. المفاوضات الأمريكية-الإيرانية:

المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران تركزت بشكل أساسي على البرنامج النووي الإيراني. في هذه الجولة من المفاوضات، تواصل الضغط الأمريكي على إيران لوقف تخصيب اليورانيوم وتفعيل الرقابة الدولية بشكل أقوى، فيما تمسكت إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية. رغم هذا التقدم في المسار النووي، لا يبدو أن هذه المفاوضات ستؤثر مباشرة على مسألة سلاح حزب الله، إذ أن إيران تعتبر هذا السلاح جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية.

2. المفاوضات السعودية-الإيرانية:

الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران تبرز التحول في العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من التوتر. المحادثات السعودية-الإيرانية تشير إلى رغبة متبادلة في التعاون في العديد من المجالات، ولكن لا يوجد أي دليل على أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى تغيير في موقف إيران من سلاح حزب الله. المملكة العربية السعودية، التي تعتبر حزب الله تهديدًا استراتيجيًا لها، ترى في السلاح اللبناني ورقة إيرانية في لعبة التوازن الإقليمي.

3. موقف لبنان الداخلي:

الحديث الداخلي في لبنان بقي محصورًا في تأكيد الرئيس جوزيف عون على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة. رغم ذلك، يبقى هذا التصريح أقرب إلى أمنية نظرًا للواقع المعقد على الأرض. سلاح حزب الله ليس فقط قضية داخلية بل هو جزء من المعادلة الإقليمية الإيرانية. الحزب، الذي يتلقى الدعم المباشر من طهران، يرى في سلاحه مكونًا أساسيًا من قوته في مواجهة أي تهديد خارجي.

4. تحديات تنفيذ القرار اللبناني:

الحديث عن نزع سلاح حزب الله لا يمكن فصله عن التحديات الداخلية والخارجية. حزب الله لن يتخلى عن سلاحه بسهولة، فهو يعتبره ضمانًا لحماية لبنان من تهديدات إسرائيل وكذلك جزءًا من مشروعه الإقليمي المدعوم من إيران. إضافة إلى ذلك، إن أي مسعى لنزع السلاح سيحتاج إلى توافق داخلي واسع، وهذا أمر مستبعد في ظل الانقسام السياسي والطائفي في لبنان.

5. الانعكاسات الإقليمية:

على الرغم من أن المفاوضات الأمريكية-الإيرانية والسعودية-الإيرانية قد تسهم في تقليل التوترات في المنطقة بشكل عام، إلا أن لبنان سيبقى محط أنظار القوى الإقليمية والدولية، خاصة في ما يتعلق بمسألة سلاح حزب الله. إيران، التي تستخدم الحزب كأداة استراتيجية في صراعها الإقليمي، لن تتنازل بسهولة عن هذه الورقة، مما يعني أن السلاح سيبقى جزءًا من المشهد اللبناني.

الخلاصة:

إن المفاوضات الإقليمية، سواء بين أمريكا وإيران أو بين السعودية وإيران، قد تؤثر في الديناميكيات الإقليمية ولكن لن تؤدي إلى تغييرات جذرية في لبنان بشأن سلاح حزب الله. الحزب سيظل يحتفظ بسلاحه طالما أن إيران تعتبره ورقة قوة في صراعها الإقليمي، وكذلك بسبب ضعف السلطة اللبنانية في فرض سيادة الدولة بالكامل على جميع أراضيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *