خاص

ضربات محدودة ورسائل كبرى: ما بعد استعراض القوة بين واشنطن وطهران

الشرق نيوز | مقال خاص – بقلم نانسي اللقيس

في 21 حزيران 2025، نفّذت الولايات المتحدة وإسرائيل سلسلة ضربات نوعية على منشآت نووية إيرانية في فوردو وناتانز وأصفهان. الضربات كانت دقيقة، محددة، ورسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية: “نحن نرسم الخط الأحمر”.

أُصيبت البنية التحتية النووية الإيرانية إصابات مباشرة، وسقط عدد من القادة في الحرس الثوري. الرد الإيراني جاء منضبطًا: صواريخ محدودة باتجاه إسرائيل، وبعض الضغوط في الخليج. لكن التوازن بقي مضبوطًا، وكأن الأطراف الثلاثة أرادت إيصال الرسائل من دون كسر اللعبة.

ما حصل لم يكن حربًا شاملة، بل عملية استباقية مدروسة. الولايات المتحدة أكّدت على لسان رئيسها دونالد ترامب أن “الآن وقت السلام”، بينما اكتفت طهران بالتلويح بردود “مفتوحة”، لم تأتِ فعليًا. الجميع يتصرّف وفقًا لحسابات دقيقة، والدمار يُستخدم كورقة تفاوض.

في لبنان، تتابع الدولة التطورات، وتدعو إلى تجنّب التداعيات. أما حزب الله، الحليف المباشر لإيران، فيلزم الصمت المطبق، مما يُثير تساؤلات كثيرة: هل القرار الفعلي ليس في بيروت؟ أم أن الوقت غير مناسب للمواجهة؟ لبنان، كالعادة، في قلب الزلزال… دون أن يكون طرفًا فيه.

رأينا في الشرق نيوز: هذه ليست معركة تحرير، ولا حربًا للدفاع عن شعوب. إنها جولة أخرى من حسابات الكبار. إيران أثبتت أنها تصعّد حتى الحد الذي يسمح به المجتمع الدولي. أما الولايات المتحدة، فاختارت توقيتًا دقيقًا لإعادة ضبط المعادلة. وكل ما يجري يؤكد أن المنطقة تُستخدم كساحة رسائل لا كساحة حلول.

الشعوب تعاني، تُستخدم، ويُطلب منها أن تصمت باسم المقاومة أو باسم الأمن. والحقيقة أن ما يُدبّر في الغرف المغلقة لا علاقة له لا بالكرامة ولا بالسيادة… بل بالمصالح فقط.

بقلم نانسي اللقيس – صحافية لبنانية – الشرق نيوز